متلازمة ستوكهولم ,حينما تعشق الضحيه جلادها
متلازمة ستوكهولم ,حينما تعشق الضحيه جلادها
هل يعقل انه يحب المرء معذبه او مغتصبه؟ .. نعم ممكن!
متلازمة ستوكهولم والتي يطلق عليها ايضا مصطلح "رابطة الأسر" ,هي ظاهرة نفسية تجتاح 8% من ضحايا الاختطاف او اولئك الذين تعرضوا خلال حياتهم لأي نوع من الاساءة من قبل معتدي لفترة ما في حياتهم ,
كزوجة مثلا تعيش مع رجل عنيف يقوم بضربها وايذائها دوما, او جندي برتبة صغيرة يتعرض الى تدريبات عسكرية قاسية من قبل ضابط برتبة اعلى ...
و ابسط ما تكون في شكل علاقة بين مختطف واسيره الذي يتعرض للتخويف والتعذيب بصورة متقطعة ومتناوبة. ولكن ليس بالضرروة حدوث اختطاف لنشوء مثل هذا الارتباط العاطفي الشاذ بين جاني ومجنى عليه.
قد تنبت هذه العلاقة في اي نوع من حالات الاضطهاد مثل الاطفال المعتدى عليهم , والمنتمون للطوائف الدينية المتطرفة ,
ضحايا اغتصاب المحارم , سجناء المعتقلات كما حدث مع بعض اليهود الذن ساندوا هتلر في ثلاثينات القرن الماضي ونادوا بالقضاء على اليهود في المانيا النازية.
لكن من اين اتت هذه التسمية؟
عملية السطو على بنك كريديتبانكين 1973
اطلق هذا الاسم نيلز بيجروت المختص بعلم الجرائم والامراض النفسية والمستشار النفسي لشرطة مدينة ستوكهولم بالسويد,
حينما اجرى تقييما نفسيا لضحايا جريمة اختطاف وسطو مسلح على بنك كريديتبانكين بمدينة ستوكهولم بالسويد في العام 1973م,
حينما وجد الشرطة تعاطفا غريبا من نوعه بين الضحايا من موظفي البنك الذين تم احتجازهم كرهائن لستة أيام وبين اللصوص المعتدين ،
فالرهائن رفضوا مساعدة الشرطة وقاموا بالدفاع عن مختطفيهم بعد انتهاء الازمة.. حتى ان الشرطة اضطرت لاطلاق غاز مسيل للدموع من خلال القبو للسيطرة على الجميع بالسواء!
الجدير بالذكر ان الحالة بالاساس تم ذكرها وتعريفها من قبل فرانك اوكبيرغ اخصائي علم النفس للمساعدة في التعامل مع حالات الرهائن ولكنها اشتهرت وبهذا الاسم فقط بعد الحادثة اعلاه.
لكن ما سبب حدوث هذه الحالة الغريبة ؟ ..
مشاعر ايجابية تجاه المعتديوضع الاجابة لهذه الظاهرة وفسرها علم النفس التطوري والمستشارون المختصين يعلم النفس.
فصاغوا لها اطارا من عدة اسباب تتمحور أساسا حول الظروف التي تنشأ نتيجة هذا النوع من العلاقات القهرية. فالتعايش ومحاولة التماهي والقبول بالواقع هو احد سبل البقاء لدى الضحية,
كأن تلجأ الضحية مسلوبة الارادة والمغلوبة على امرها إلى إظهار التعاطف مع الجاني للحفاظ على حياتها , كما كانت تفعل سبايا الحروب في العصور الغابرة , فتراها تعيش وتخلص في ولائها للقبيلة التي قامت بسبيها وقتلت ذويها واهلها ,
او كما في شعور الضحية برأفة الجاني عليها حينما يتوقف عن تعذيبها لبعض الوقت , فكأنما تكرم عليها او شعر بالعطف تجاهها ولذلك اعفاها من الالم الجسدي .. مع انه لا يمتلك أصلا حق ايذاءها او رفع العقوبة عنها.
او ان تكون حالة دفاعية لا ارادية من الضحية المرعوبة من مختطفها , فتمتثل لاوامره لتفادي تعرضها للخطر في حال لم تفعل ,
اوان تؤمن الضحية بافكار المعتدي وتصرفاته حتى لا تعود تعتبرها تهديدا لها وتستطيع التعايش معها.
احيانا قد يكون السبب هو تعاطف المعتدي نفسه فعليا مع الضحية (متلازمة ليما) فيعاملها برقة واحترام ولا يقدم على تعذيبها بل وقد يعمل على تخليصها من اسرها في بعض الاحيان .. والسبب هو مشكلة ما تمر بحياته دفعته للاقدام على هذه الخطوة , وبعد شرح دوافعه لضحيته تتفهم هذه الاخيرة نواياه وتقف إلى جانبه..
احيانا تظهر هذه المتلازمة بشكل أو بآخر في العلاقات الجنسية المضطربة , كالسادية والماسوشية حيث ترتبط المتعة باعطاء او تلقي الألم بالاتفاق بين الطرفين.
سمات وأعراض متلازمة ستوكهولم
اختلف الباحثين في اراءهم بهذا الصدد ولكنهم اتفقوا على وجود اعراض أو صفات محددة إن توفرت في ضحية ما فأنها بمثابة تأكيد على أنها تعاني بشكل او باخر من هذه المتلازمة , واهم هذه الصفات والاعراض هي :
1.مشاعر ايجابية تجاه المعتدي وسلبية تجاه العائلة والاصدقاء والشرطة.
2.الوقوف في صف المعتدي قلبا وقالبا اي بفكرها وفعلها.
3.مشاعر ايجابية متبادلة من المعتدي للضحية نفسها احيانا.
4.مساعدة الضحية للمعتدي وعدم قدرتها على القيام باي سلوك يساعد على تحريرها من قبضته.
✶⊶⊷⊶⊷❍⊶⊷⊶⊷✶
اشهر القضايا المرتبطة بظاهرة ستوكهولم
توجد عدة حالات لهذه المتلازمة ارتبطت بقضايا شهيرة ضجت بها وسائل الاعلام لفترة ما نذكر منها :
قضية فريتزل من اشهر قضايا زنا المحارم
الفتاة ذات الثمانية عشرة ربيعا التي حبسها والدها في قبو منزله الى ان بلغت الثانية والاربعين من عمرها .. قام باغتصابها وانجبت منه سبع اطفال في خلال الاربعة وعشرين عاما التي حبست فيها ,
عاش منهم اربعة معها في القبو الرطب المظلم والثلاثة الاخرين عاشوا بالاعلى مع والدها وأمها .. ولم يتم القاء القبض عليه الا حينما احتاج احد اطفالها لعناية طبية تستوجب دخوله المشفى.
⚘2. كولين ستان⚘
كولين تحتضن مختطفها كامرونستان كانت انموذجا فعليا لمعنى كلمة متلازمة..
فقد حبست في تابوت بغرفة نوم زوجين تحت سرير نومهما لمدة سبعة اعوام كانت تقضي فيه ثلاثة وعشرون ساعة من يومها وساعة واحدة فقط في الخارج لقضاء حاجتها وتناول الطعام .. لقد استعبدها خاطفها جنسيا بمختلف الاشكال ومارس عليها كل انواع التعذيب ..
وحينما لاحظ سيطرته التامة على افكارها بدأ باعطاءها مساحة حرية اكبر فتركها تخرج للعمل في باحة المنزل لبعض الوقت حتى ان الجيران كانوا يرونها ..
وكان يأخذها لزيارة والديها بصفته صديقها ولم تحاول ابدا تنبيه اهلها أو اخبارهم بما حدث وما تعرضت له من اختطاف وتعذيب , فلقد اصبحت مشاعرها باردة كمن تم غسيل دماغه ..
وربما كان السبب هو تهديده لها ورعبها منه.. ولولا زوجة الخاطف , المشتركة بالجرم معه أساسا , التي ابلغت للشرطة , فلربما ما كانت كولين لتتحرر أبدا.
⚘3. جيسي دوغارد⚘
جيسي دوغارد .. اختطفت حين كانت طفلة وعاشت مع مختطفها لسنوات وانجبت منه
فتاة امريكية اختطفت من منزلها بولاية كاليفورنيا حينما كانت في طريقها الى مدرستها في عمر الحادية عشرة.. حينما توقفت بقربها سيارة ظنت ان سائقها بصدد السؤال من الاتجاه لكنه فاجأها بصعقها بمسدس كهربائي حتى فقدت وعيها واختطفها , وقد شاهد الامر برمته زوج امها الذي حاول ملاحقتهم ولكن من دون جدوى.
قام الجاني ويدعى فيليب غاريدو صاحب السجل الحافل بالانجازات في هذا المجال بتقييدها واغتصابها مباشرة فور وصوله الى منزله ,ومن ثم نقلها الى غرفة اوسع بسرير بعد شهر ونصف ..
بعد مدة حملت جيسي وانجبت وهي لاتزال في عمر الثالثة عشرة , وقد حضرت جسدها الصغير الغض للولادة عبر مشاهدة برامج تلفزيونية فقط! ولم يطل الوقت حتى جعلها تحمل مجددا منه لاحقا...
حضرت قوات الشرطة للمكان مرتين وفتشو المنزل ولكن لم يجدوا اي اثر لها او لابنتيها لانهم لم يقوموا بالتفتيش في الفناء الخلفي المحاط باشجار طويلة وسور ..
في العام 2011 قام فيليب بالقاء محاضرة في جامعة كاليفورنيا واحضر معه ابنتيه .. كان احد الحاضرين بالقاعة الشرطية آلى جايكبسون التابعة للـ اف بي اي, والتي اثار ريبتها شكل الطفلتين الشاحب كأن بشرتها لم تتعرض للضوء من قبل ،
بالاضافة لتاريخ فيليب الاسود الذي لم يغب عن بال الشرطة طيلت السنوات الماضية, والتفت شكوكها حوله ..ولكن لعدم امتلاكها لاي دليل او مذكرة اعتقال بحقه, لم تستطع القاء القبض عليه خاوية اليدين ..الا انها قامت بابلاغ المسؤولين عن شكوكها وامدتهم بتقرير مفصل عن موضوع محاضرته ..
قامت الشرطة بزيارة فيليب في منزله واخذه مكبل اليدين الى مقرهم للادلاء باقواله بينما فتش اخرون المنزل فلم يجدوا به سوى زوجته نانسي وامه العجوز ...
واطلقوا سراحه بعد ان هددوه بان يعطيهم تقريرا في اليوم التالي عن علاقته بهاتين الفتاتين اللتان كانتا معه لحظة القاءه للمحاضرة ... فعاد في اليوم التالي برفقة نانسي والفتاتان وجايسي التي قدمها باسم اليسا واصرت هي
على انه شخص طيب مسالم قام بانقاذها من زوجها المعنف لها واصرت على قصتها طيلة فترة استجوابها الى ان ادى ضغط المحققين على فيليب الى اعترافه بما اقترف وتم الحكم على زوجته نانسي بـ 36 عام وعليه هو بـ 431 عاما .
ختاما ..
بعض الدول ذات السياسات القامعة قامت بنشر الخوف وإشاعة الرهبة في قلوب الشعب لأنها أدركت مدى قوة هذا السلاح في السيطرة على أدمغة المواطنين ومنعهم نفسيا من الاحتجاج او التظاهر او حتى التحدث عن الفجائع والفضائع التي يتعرضون لها بشكل يومي , ومن باب التملق والتزلف ودرء الشبهات أصبح بعض افراد هذه الشعوب المقموعة بمثابة أبواق للسلطة برغم أنهم يعلمون جيدا مدى قسوة وفساد الطغمة الحاكمة , لكنك تراهم يذودون دفاعا عنها وتلميعا لصورتها واختلاق الذرائع لها ,
وقد يتحول الأمر بالتدريج إلى إيمان كامل بسياسات الدولة واساليبها , أي تماما كما حدث مع أبطال مقالنا هذا , فتراهم يدافعون عن معذبيهم ومغتصبيهم باستماتة ويحاولون تبرير افعالهم برغم كل القهر والظلم الذي تعرضوا له.
متلازمة ستوكهولم ,حينما تعشق الضحيه جلادها
هل يعقل انه يحب المرء معذبه او مغتصبه؟ .. نعم ممكن!
متلازمة ستوكهولم والتي يطلق عليها ايضا مصطلح "رابطة الأسر" ,هي ظاهرة نفسية تجتاح 8% من ضحايا الاختطاف او اولئك الذين تعرضوا خلال حياتهم لأي نوع من الاساءة من قبل معتدي لفترة ما في حياتهم ,
كزوجة مثلا تعيش مع رجل عنيف يقوم بضربها وايذائها دوما, او جندي برتبة صغيرة يتعرض الى تدريبات عسكرية قاسية من قبل ضابط برتبة اعلى ...
و ابسط ما تكون في شكل علاقة بين مختطف واسيره الذي يتعرض للتخويف والتعذيب بصورة متقطعة ومتناوبة. ولكن ليس بالضرروة حدوث اختطاف لنشوء مثل هذا الارتباط العاطفي الشاذ بين جاني ومجنى عليه.
قد تنبت هذه العلاقة في اي نوع من حالات الاضطهاد مثل الاطفال المعتدى عليهم , والمنتمون للطوائف الدينية المتطرفة ,
ضحايا اغتصاب المحارم , سجناء المعتقلات كما حدث مع بعض اليهود الذن ساندوا هتلر في ثلاثينات القرن الماضي ونادوا بالقضاء على اليهود في المانيا النازية.
لكن من اين اتت هذه التسمية؟
عملية السطو على بنك كريديتبانكين 1973
اطلق هذا الاسم نيلز بيجروت المختص بعلم الجرائم والامراض النفسية والمستشار النفسي لشرطة مدينة ستوكهولم بالسويد,
حينما اجرى تقييما نفسيا لضحايا جريمة اختطاف وسطو مسلح على بنك كريديتبانكين بمدينة ستوكهولم بالسويد في العام 1973م,
حينما وجد الشرطة تعاطفا غريبا من نوعه بين الضحايا من موظفي البنك الذين تم احتجازهم كرهائن لستة أيام وبين اللصوص المعتدين ،
فالرهائن رفضوا مساعدة الشرطة وقاموا بالدفاع عن مختطفيهم بعد انتهاء الازمة.. حتى ان الشرطة اضطرت لاطلاق غاز مسيل للدموع من خلال القبو للسيطرة على الجميع بالسواء!
الجدير بالذكر ان الحالة بالاساس تم ذكرها وتعريفها من قبل فرانك اوكبيرغ اخصائي علم النفس للمساعدة في التعامل مع حالات الرهائن ولكنها اشتهرت وبهذا الاسم فقط بعد الحادثة اعلاه.
لكن ما سبب حدوث هذه الحالة الغريبة ؟ ..
مشاعر ايجابية تجاه المعتديوضع الاجابة لهذه الظاهرة وفسرها علم النفس التطوري والمستشارون المختصين يعلم النفس.
فصاغوا لها اطارا من عدة اسباب تتمحور أساسا حول الظروف التي تنشأ نتيجة هذا النوع من العلاقات القهرية. فالتعايش ومحاولة التماهي والقبول بالواقع هو احد سبل البقاء لدى الضحية,
كأن تلجأ الضحية مسلوبة الارادة والمغلوبة على امرها إلى إظهار التعاطف مع الجاني للحفاظ على حياتها , كما كانت تفعل سبايا الحروب في العصور الغابرة , فتراها تعيش وتخلص في ولائها للقبيلة التي قامت بسبيها وقتلت ذويها واهلها ,
او كما في شعور الضحية برأفة الجاني عليها حينما يتوقف عن تعذيبها لبعض الوقت , فكأنما تكرم عليها او شعر بالعطف تجاهها ولذلك اعفاها من الالم الجسدي .. مع انه لا يمتلك أصلا حق ايذاءها او رفع العقوبة عنها.
او ان تكون حالة دفاعية لا ارادية من الضحية المرعوبة من مختطفها , فتمتثل لاوامره لتفادي تعرضها للخطر في حال لم تفعل ,
اوان تؤمن الضحية بافكار المعتدي وتصرفاته حتى لا تعود تعتبرها تهديدا لها وتستطيع التعايش معها.
احيانا قد يكون السبب هو تعاطف المعتدي نفسه فعليا مع الضحية (متلازمة ليما) فيعاملها برقة واحترام ولا يقدم على تعذيبها بل وقد يعمل على تخليصها من اسرها في بعض الاحيان .. والسبب هو مشكلة ما تمر بحياته دفعته للاقدام على هذه الخطوة , وبعد شرح دوافعه لضحيته تتفهم هذه الاخيرة نواياه وتقف إلى جانبه..
احيانا تظهر هذه المتلازمة بشكل أو بآخر في العلاقات الجنسية المضطربة , كالسادية والماسوشية حيث ترتبط المتعة باعطاء او تلقي الألم بالاتفاق بين الطرفين.
سمات وأعراض متلازمة ستوكهولم
اختلف الباحثين في اراءهم بهذا الصدد ولكنهم اتفقوا على وجود اعراض أو صفات محددة إن توفرت في ضحية ما فأنها بمثابة تأكيد على أنها تعاني بشكل او باخر من هذه المتلازمة , واهم هذه الصفات والاعراض هي :
1.مشاعر ايجابية تجاه المعتدي وسلبية تجاه العائلة والاصدقاء والشرطة.
2.الوقوف في صف المعتدي قلبا وقالبا اي بفكرها وفعلها.
3.مشاعر ايجابية متبادلة من المعتدي للضحية نفسها احيانا.
4.مساعدة الضحية للمعتدي وعدم قدرتها على القيام باي سلوك يساعد على تحريرها من قبضته.
✶⊶⊷⊶⊷❍⊶⊷⊶⊷✶
اشهر القضايا المرتبطة بظاهرة ستوكهولم
توجد عدة حالات لهذه المتلازمة ارتبطت بقضايا شهيرة ضجت بها وسائل الاعلام لفترة ما نذكر منها :
قضية فريتزل من اشهر قضايا زنا المحارم
الفتاة ذات الثمانية عشرة ربيعا التي حبسها والدها في قبو منزله الى ان بلغت الثانية والاربعين من عمرها .. قام باغتصابها وانجبت منه سبع اطفال في خلال الاربعة وعشرين عاما التي حبست فيها ,
عاش منهم اربعة معها في القبو الرطب المظلم والثلاثة الاخرين عاشوا بالاعلى مع والدها وأمها .. ولم يتم القاء القبض عليه الا حينما احتاج احد اطفالها لعناية طبية تستوجب دخوله المشفى.
⚘2. كولين ستان⚘
كولين تحتضن مختطفها كامرونستان كانت انموذجا فعليا لمعنى كلمة متلازمة..
فقد حبست في تابوت بغرفة نوم زوجين تحت سرير نومهما لمدة سبعة اعوام كانت تقضي فيه ثلاثة وعشرون ساعة من يومها وساعة واحدة فقط في الخارج لقضاء حاجتها وتناول الطعام .. لقد استعبدها خاطفها جنسيا بمختلف الاشكال ومارس عليها كل انواع التعذيب ..
وحينما لاحظ سيطرته التامة على افكارها بدأ باعطاءها مساحة حرية اكبر فتركها تخرج للعمل في باحة المنزل لبعض الوقت حتى ان الجيران كانوا يرونها ..
وكان يأخذها لزيارة والديها بصفته صديقها ولم تحاول ابدا تنبيه اهلها أو اخبارهم بما حدث وما تعرضت له من اختطاف وتعذيب , فلقد اصبحت مشاعرها باردة كمن تم غسيل دماغه ..
وربما كان السبب هو تهديده لها ورعبها منه.. ولولا زوجة الخاطف , المشتركة بالجرم معه أساسا , التي ابلغت للشرطة , فلربما ما كانت كولين لتتحرر أبدا.
⚘3. جيسي دوغارد⚘
جيسي دوغارد .. اختطفت حين كانت طفلة وعاشت مع مختطفها لسنوات وانجبت منه
فتاة امريكية اختطفت من منزلها بولاية كاليفورنيا حينما كانت في طريقها الى مدرستها في عمر الحادية عشرة.. حينما توقفت بقربها سيارة ظنت ان سائقها بصدد السؤال من الاتجاه لكنه فاجأها بصعقها بمسدس كهربائي حتى فقدت وعيها واختطفها , وقد شاهد الامر برمته زوج امها الذي حاول ملاحقتهم ولكن من دون جدوى.
قام الجاني ويدعى فيليب غاريدو صاحب السجل الحافل بالانجازات في هذا المجال بتقييدها واغتصابها مباشرة فور وصوله الى منزله ,ومن ثم نقلها الى غرفة اوسع بسرير بعد شهر ونصف ..
بعد مدة حملت جيسي وانجبت وهي لاتزال في عمر الثالثة عشرة , وقد حضرت جسدها الصغير الغض للولادة عبر مشاهدة برامج تلفزيونية فقط! ولم يطل الوقت حتى جعلها تحمل مجددا منه لاحقا...
حضرت قوات الشرطة للمكان مرتين وفتشو المنزل ولكن لم يجدوا اي اثر لها او لابنتيها لانهم لم يقوموا بالتفتيش في الفناء الخلفي المحاط باشجار طويلة وسور ..
في العام 2011 قام فيليب بالقاء محاضرة في جامعة كاليفورنيا واحضر معه ابنتيه .. كان احد الحاضرين بالقاعة الشرطية آلى جايكبسون التابعة للـ اف بي اي, والتي اثار ريبتها شكل الطفلتين الشاحب كأن بشرتها لم تتعرض للضوء من قبل ،
بالاضافة لتاريخ فيليب الاسود الذي لم يغب عن بال الشرطة طيلت السنوات الماضية, والتفت شكوكها حوله ..ولكن لعدم امتلاكها لاي دليل او مذكرة اعتقال بحقه, لم تستطع القاء القبض عليه خاوية اليدين ..الا انها قامت بابلاغ المسؤولين عن شكوكها وامدتهم بتقرير مفصل عن موضوع محاضرته ..
قامت الشرطة بزيارة فيليب في منزله واخذه مكبل اليدين الى مقرهم للادلاء باقواله بينما فتش اخرون المنزل فلم يجدوا به سوى زوجته نانسي وامه العجوز ...
واطلقوا سراحه بعد ان هددوه بان يعطيهم تقريرا في اليوم التالي عن علاقته بهاتين الفتاتين اللتان كانتا معه لحظة القاءه للمحاضرة ... فعاد في اليوم التالي برفقة نانسي والفتاتان وجايسي التي قدمها باسم اليسا واصرت هي
على انه شخص طيب مسالم قام بانقاذها من زوجها المعنف لها واصرت على قصتها طيلة فترة استجوابها الى ان ادى ضغط المحققين على فيليب الى اعترافه بما اقترف وتم الحكم على زوجته نانسي بـ 36 عام وعليه هو بـ 431 عاما .
ختاما ..
بعض الدول ذات السياسات القامعة قامت بنشر الخوف وإشاعة الرهبة في قلوب الشعب لأنها أدركت مدى قوة هذا السلاح في السيطرة على أدمغة المواطنين ومنعهم نفسيا من الاحتجاج او التظاهر او حتى التحدث عن الفجائع والفضائع التي يتعرضون لها بشكل يومي , ومن باب التملق والتزلف ودرء الشبهات أصبح بعض افراد هذه الشعوب المقموعة بمثابة أبواق للسلطة برغم أنهم يعلمون جيدا مدى قسوة وفساد الطغمة الحاكمة , لكنك تراهم يذودون دفاعا عنها وتلميعا لصورتها واختلاق الذرائع لها ,
وقد يتحول الأمر بالتدريج إلى إيمان كامل بسياسات الدولة واساليبها , أي تماما كما حدث مع أبطال مقالنا هذا , فتراهم يدافعون عن معذبيهم ومغتصبيهم باستماتة ويحاولون تبرير افعالهم برغم كل القهر والظلم الذي تعرضوا له.
Aucun commentaire